حالُ الانتظارِ الأبديّ
لم تفوّتْ عليَّ الفرحَ بلحظةٍ
تأتي كلَّ أربعِ سنوات.
وأنتظرُ.
مع يقيني أنّ ريمَ لن تعودَ
ولا ماركس
ولا حتّى أبي.
الحالُ تتبدّل
الحديقةُ الأماميّة
مشتْ إلى وراءِ البيت،
وضجيجُ المترو
تحوّلَ ثكناتٍ عسكريّةً
وصواعقَ ناموس،
لكنّني ما زلتُ أربضُ
في ركنِ السَّرير
وطفلتي بعيدة.
مُتعِبٌ كالماءْ
وحنونٌ كنهاياتِ شكسبير،
فهل من الغباءِ أن أُمعنَ في الأطلسيّ
انتظارًا لمحمّد الشّامي
الّذي حتمًا سيأتي سابحًا
ذاتَ غسق
بما أنَّ برزخًا مفتوحًا
بين المحيطِ وعدن؟
المغربيّةُ السّمراء
الّتي تشبهُ ضوءًا ينسربُ من شرّاعةٍ عُلويّة
خبرّتني أنّ النوارسَ لا تستقرُّ على الماء
لأنّ السّمكَ في بطونِها
مملحٌ كالسّردينِ التّائب
والتّائبُ من الذنبِ
يبدأ ذنبًا جديدًا.
لا بدَّ أن يجرّب المرءُ عادةً أخرى
غيرَ التثاؤبِ
ومراقبةِ الماء،
كأن يُفسحَ الطّريقَ لبيتِه
كي يتزحزحَ صوبَ الشّرق
خطوةً كلَّ صباح
حتّى إذا مسَّ خطَّ الماء
يستعدُّ للخَدَرِ الّذي سيسري في أوصالِه
حين يبتلعه
البحرُ الأحمر.